تاريخ الحركة الوهابية
جاءت دعوة الوهابية للمنهج السلفي بهدف ما تعتبره تنقية عقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام وتراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل بالقبور، والأولياء، والبدع بكافة أشكالها أو ما يطلق عليه بشكل عام اسم بدعة. نبعت الوهابية أهل السنة والجماعة ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والرجوع إلى الإسلام الصافي وهو طريقة السلف الصالح في اتباع القرآن والسنة [7] أي عمليا عدم الاعتماد الكلي على المذاهب الفقهية السنية الأربعة والاعتماد المباشر على النص من القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح وإجماع العلماء مدللين على ذلك بأقوال للأئمة الأربعة.
تحالف محمد بن عبد الوهاب مع محمد بن سعود
في عام 1157هـ في بلدة الدرعية، تعاون محمد بن عبد الوهاب مع أمير نجدي اسمه محمد بن سعود (مؤسس الدولة السعودية الأولى) على شبه حلف ديني سياسي، فبايع محمد بن عبد الوهاب الأمير محمد بن سعود على السمع والطاعة، وبايعه الأمير محمد على نشر دعوته إذا استتب الأمر له. واشترط محمد بن سعود في مبايعته للشيخ أن لا يتعرضه فيما يأخذه من أهل الدرعية مثل الذي كان يأخذه رؤساء البلدان المختلفة على رعاياهم، فأجابه الشيخ محمد بن عبد الوهاب على ذلك رجاء أن يخلف الله عليه من الغنيمة أكثر من ذلك[17].
وصارت الدرعية حينئذ مأوى أتباع محمد بن عبد الوهاب، حتى جعلوها "دار هجرة لمن شرح الله صدره لذلك"[18]. فكثر المهاجرون عند محمد بن عبد الوهاب حتى ضاق عليهم العيش، وجعل محمد بن عبد الوهاب ينشر فكره هناك بين الناس.
بداية معاركهم
بعد أن استقر الأمر لمحمد بن عبد الوهاب بالدرعية أمر أتباعه بما سماه "الجهاد"[19] فحض الناس على قتال المسلمين، فامتثلوا، فأغاروا أول ما أغاروا على بعض العرب فسلبوا أموالهم ورجعوا[20].
وبدأت بعدها سلسلة طويلة من الغارات على السكان المسلمين في شتى المناطق بدعوى أنهم مشركين كمشركي الجاهلية، فكانت المصادمات العسكريه العنيفة بين هذه الجماعة وقبائل المنطقة من حولها. وكان ذلك كله بتوجيه من محمد بن عبد الوهاب، يقول ابن غنام: وقد بقي الشيخ – ابن عبد الوهاب – بيده الحل والعقد والأخذ والإعطاء، والتقديم والتأخير، ولا يركب جيش ولا يصدر رأي إلا عن قوله ورأيه[21]. إلى أن استولى الوهابية على أغلب الجزيرة العربية وأصبحت تحت سيطرتهم.
استعادة الجزيرة العربية منهم
بعد أن دارت معارك واسعه من قبل الوهابيين مع العثمانيين، وتم توحيد الجزيرة العربية تقريباً تحت سيطرتهم، تم استعادتها من خلال الجيوش المصرية التي أرسلها محمد علي باشا بأمر من السلطنة العثمانية وبقيادة أبنه إبراهيم باشا، وظل الجزء المسيطر عليه من الجزيرة تحت القيادة المصرية حتى تراجعت مصر عن كل ما سيطرت عليه في أواخر عهد محمد علي بعد الحرب بينه وبين العثمانيين والتي أنتهت بهزيمته رغم اقترابه من الأستانة، بسبب التدخل الأوروبي لصالح الأستانة.
[عدل] عودة الوهابية
سرعان ما تمت الوهابية من تنظيم نفسها وترتيب صفوفها. حققت الوهابية انتشارا واسعا بعد أن تبناها كمذهب لحركته التي سرعان ما سيطرت على معظم شبه الجزيرة العربية بسبب الدعم المالي الكبير مما أدى إلى انتشار دعوتهم في الجزيرة العربية، إلى أن انتقلت أفكارها إلى بلدان أخرى، حيث تأثر بها بعض علماء مصر والشام والعراق وغيرها من البلدان القريبة.
المنهج الوهابي في العقيدة
يرى أتباع محمد بن عبد الوهاب أن منهجهم هو المنهج الصحيح لأهل السنة والجماعة حيث اعتمدت أفكار ابن عبد الوهاب بشكل عام على إحياء فكر ابن تيمية وابن قيم الجوزية في نبذ العادات التي رآها الشيخان ملتبسة بالشرك والتي كانت منتشرة في الأوساط المسلمة وتنقية العقيدة الإسلامية المبنية على التوحيد الكامل لله، أما في مجال الفقه فقد اتبعوا منهج ابن تيمية الذي سلك بشكل عام مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفقه [30][7]، وخالفه في بعض المسائل منها ما يتعلّق بباب الطلاق ومسألة التوسل.
انتقادات
تعرّض الوهابية منذ ظهور حركتهم للنقد من قبل كثير من علماء السنة - (حنابلة) و(أشاعرة مالكية وشافعية) و(ماتردية أحناف) -، ومن هؤلاء الأعلام الذين انتقدوا الوهابية وفي مقدمتهم سليمان بن عبد الوهاب الحنبلي أخو محمد بن عبد الوهاب في كتابه "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية"، وأحمد زيني دحلان مفتي الشافعية في مكة في كتبه "فتنة الوهابية" و"الدرر السنية في الرد على الوهابية"، وابن عابدين الحنفي[33]، والصاوي المالكي صاحب الحاشية على تفسير الجلالين[34]، ويوسف الرفاعي في كتبه "نصيحة لإخواننا علماء نجد" والبوطي في كتابه "السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي"، ومحمود سعيد ممدوح في مقدمة كتابه "كشف الستور عما أشكل من أحكام القبور"، وكذا الصنعاني، وأبو الهدى الصيادي، ومصطفى صبري، ومحمد زاهد الكوثري، بالإضافة إلى علماء آخرين من الأزهر والزيتونة والقرويين، وفيما يلي مختصر هذه الانتقادات في عدة نقاط:
- نقل مسائل الفروع إلى الأصول، مثل مسائل البناء على القبور، والتوسل بالأنبياء والأولياء.
- الإفراط في تكفير وتضليل كل من هو على اختلاف معهم[35] [36]، وتكفير أئمة الشيعة الإمامية وأكثر الصوفية[37].
- تعرضهم لأئمة السنة بالتخطئة في العقيدة والتبديع في بعض الأحيان والإخراج من دائرة السنة في أحيان أخر [38]، مثل ما قالوا عن: الشوكاني[39]، وابن حجر الهيتمي [40]، والشاطبي [41]، وابن حجر العسقلاني [42]، والنووي [43][44].، والسيوطي [45]، وتاج الدين السبكي [46]، وتقي الدين السبكي [47]، وابن بطال [42]، وأبو جمرة [42]، وابن التين [42]، وابن الجوزي [48]، والرازي [49]، وأبو حامد الغزالي [50]، والباقلاني [51]، والذهبي [52]. ومن المتأخرين: الشعراوي [53]، ومحمد علوي المالكي [54]، ومحمد علي الصابوني [55]، ومحمد الغزالي [56].
- تزوير التراث، وذلك بحذف وتغيير ما كان يخالف منهجهم من كتب التراث الإسلامي التي لا يستطيعون منع دخولهم للسعودية لأن عامة المسلمين يحتاجون إليها، مثل ما فعلوا في كتاب الأذكار للنووي، وحاشية ابن عابدين الحنفي، وحاشية الصاوي على تفسير الجلالين، وحذف الجزء العاشر من الفتاوى لابن تيمية وهو الخاص بالتصوف [57].
- قتال من يقولون عنهم أنهم "معادون لأهل التوحيد"[58] وأخذ أموالهم وأمتعتهم[59] [60] بدعوى أنهم مشركون[61]. حيث يقول المؤرخ ابن بشر: وكان قد أقام هذا الحرب نحو سبع وعشرين سنة. وذكر أن القتلى بينهم في هذه المدة نحو أربعة آلاف رجل[62]. وهذا القتل وأخذ الأموال قد امتلأت به كتب التاريخ لابن غنام وابن بشر المؤرخ السعودي النجدي الحنبلي[63].[من صاحب هذا الرأي؟]
- الخروج على الخلافة الإسلامية العثمانية، حيث سعى محمد بن عبد الوهاب لإقامة مذهبه بالقوة والسيف، فاستولى على قسم كبيرمن الجزيرة العربية، وهاجم الكويت وساحل عمان ودمشق وكربلاء والنجف.[من صاحب هذا الرأي؟]
- هدم الشواهد والآثار النبوية المتبقية مثل ما فعلوا بمكان ولادة النبي محمد بن عبد الله، ومكان عيشه في مكة، وبستان الصحابي سلمان الفارسي حيث كانت هناك نخلة غرسها النبي محمد بن عبد الله، وبيت الصحابي أبو أيوب الأنصاري، وردم بئر العين الزرقاء، وبئر أريس (بئر الخاتم)، وبئر حاء، وغيرها [64]. وكذا هدم الأضرحة والقباب وقبور الصحابة وآل البيت [65]. التي يقام عليهم نوع من أنواع العبادة لانها حسب اعتقادهم والتي تعتبر من وسائل الشرك والغلو في الأنبياء والصالحين, مستندين إلى حديث أخرجه مسلم في صحيحه يقول بنهى النبي محمد عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها. رغم أنها قد تحمل قيمة تاريخية أو أثرية أو فنية أو حتى دينية لغيرهم من المسلمين أو غير المسلمين. وتمثل ذلك في هدم العديد من الشواهد في السعودية [66]. وكذلك هدم مرقد الزبير بن العوام في البصرة.[67][68][69][70][71]
- تحريمهم الاحتفال بالاعياد والمناسبات من ذكرى مولد أو وفاة ونحوه باعتبار ذلك عبادة لمن يحتفل بمناسبته وتعظيم له.[72][بحاجة لتأكيد]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق