موقع الفيزياء للدكتور مسعود

موقع الفيزياء للدكتور مسعود

الجمعة، 23 يناير 2009

آيـــــــات في صمــــــــود غــــــــــــزة

دين ودنيا
الجمعة 23-1-2009م
محمد حبش

الآيات التي سأقرؤها عليك لم تتنزل خلال عام 2009 خلال حرب الصهاينة على غزة!!

إنها نصوص من القرآن الكريم نزلت على قلب النبي الكريم خلال معركة أحد قبل 1427 عاماً بالتمام والكمال، ولكن أدنى تأمل فيها سيحملك على الاعتقاد بأن القرآن الكريم كأنما تنزل للتو ليكشف منازل المجاهدين وفضائح المنافقين.‏

كان المشركون من قريش قرروا غزو المدينة، وكان المطلوب بوضوح هو إنهاء رسالة التوحيد وتسليم خيرات المدينة للجيش الغازي، وكان الوهن قد تسرب إلى بعض النفوس، ورأت فيما تعرضه قريش خياراً جيداً فالعين لا تقاوم المخرز، والسلام سيعود على المدينة باللبن والعسل!‏

وكان النبي أمام خيارين: أن يدافع عن المدينة من داخلها أو أن يترك أرض المدينة ويقاوم خارج المدينة المنورة، ومع أنه كان يرى أن الأفضل هو البقاء في المدينة ومواجهة المشركين في قتال شوارع نظراً لتفوق المشركين عدداً وعدة، ولكنه اختار أن يستشير اصحابه في أمر الخروج، وكان معظمهم قد عانى الأمرين من ظلم قريش وكانت سياط قريش التي ألهبت ظهورهم تفعل فعلها في شباب الصحابة، وكانت الأخبار التي تتوارد من مكة عن الراسفين في الحديد من المستضعفين تبعث إرادة المقاومة والجهاد في نفوس الصحابة للدفاع عن الأسرى المقهورين، وهكذا فقد غلبت أصوات الشباب التي كانت ترى وجوب منازلتهم خارج المدينة وقال حمزة بصرامة: والذي بعثك بالحق لا أبرح حتى أقاتلهم بسيفي هذا خارج المدينة!!‏

مع أن قرار النبي كان الحرب داخل المدينة ولكنه في موقف ديمقراطي شجاع استجاب لرأي الشباب ولبس لامة الحرب وأمرهم بالاستعداد للمعركة خارج المدينة.‏

رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول كان يرى القعود في المدينة ومع أن دوافعه لهذا القعود لم تكن بدافع الحكمة أو التكتيك الحربي بل كان بدافع التخاذل والقعود، ولكن رأيه جاء مطابقاً لرأي النبي الكريم الذي اختار المكوث في المدينة لتأمين حرب شوارع ضد الفريق المهاجم، وحين اختار النبي الكريم أن يسير في إرادة الأكثرية من الشباب خرج ابن سلول مغضباً وقال: أطاع الصبيان وعصاني!!! أطاع الصبيان وعصاني!! والله لا أدري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس!!‏

وانخذل ابن سلول ومعه ثلاثمائة رجل من أصحابه!‏

قال ابن سلول تماماً ما سمعناه إبان محنة غزة: لماذا تقاومون قوماً لديهم جيوش جرارة وتدعمهم أمريكا، ولو أطعتمونا في خيار المفاوضات والسلام لما متم ولا قتلتم!!‏

(يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا)‏

والكفر الذي تشير إليه الآية هنا هو موقف سياسي وليس موقفاً اعتقادياً، فالكافر هنا كان بين المصلين يطيل السجود والركوع ولكنه جبن أن يقف موقف الكرامة مع أهل الثبات.‏

حين حم قدر احد وسقط الشهداء من الصحابة مجندلين في الأرض كان من الواضح أن ابن سلول قد نجا بريشه لم يمسسه سوء، أما حمزة فقد استشهد وأكلت هند آكلة الأكباد من كبده، ولكن بعد أربعة عشر قرناً أين مكان الرجلين في ضمير التاريخ؟ وهل يستوي من عاش للمبادئ مع من عاش في سبيل الأهواء والفواحش؟‏

مضى معتب بن قشير والجد بن قيس ساخرين من قرار المقاومة بالصمود والمواجهة، وغمزا من الراية التي حملها مصعب بن عمير يوم أحد وقال بعضهم لبعض: إنها مسألة ساعات وتستكمل قريش تأديب هؤلاء المشاغبين الذين لا يؤمنون بالسلام والمفاوضات، ودون شك فإن المنافقين زودوا قريشاً بأسماء المقاومين البواسل من أولي البأس.‏

انتهت المعركة ونجا الجد بن قيس ومعتب بن قشير بجلديهما أما مصعب فقد تجندل شهيداً في الأرض! وقال الصحابة يا رسول الله!! ألا ترى لمصعب!! لم نجد له إلا ثوباً واحداً إذا غطينا رأسه بدت رجلاه وإن غطينا رجليه بدا رأسه!! وبكى النبي الكريم وقال: لقد رأيته بمكة وما بها شاب أحسن منه لمة ولا أكرم منه ثوباً، واليوم لا نجد ما يستر بدنه!! انظروا ماذا فعل به حب الله ورسوله!!‏

مات مصعب وعاش معتب ولكن أين مكان الرجلين في ضمير التاريخ؟ وهل كان المنافق أعمق حكمة من المقاوم الذي دفع حياته وجهاده ودمه في سبيل رسالته؟‏

مات صلاح الدين ومات ابن العلقمي، ولكن أين مكان الرجلين في ضمير التاريخ؟‏

وتمضي الآيات في سبيلها شاهداً ناطقاً على سلوك المنافقين خلال عدوان غزة حين يقول القرآن الكريم: وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنون، وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم، هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان!!‏

وفي مشهد آخر من الفضيحة يخبرك القرآن بطبيعة اللقاءات السرية التي جرت بينهم وبين اعداء الأمة: يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون‏

وكأنما يقدم لك هنا تقريراً مباشراً من أحد أقرب المراسلين للحدث في غزة: الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا !! قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين!‏

ولكن ذلك لم يكن آخر المطاف فقد مضت الآيات إلى أبعد من ذلك وراحت تكشف عن مقاربات في فقه الهوان وفقه الصمود:الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم.‏

وفي صورة واضحة من لقاءات الذل التي يدعى إليها الفريق العربي في واشنطن ويشرحها القرآن الكريم: بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً، الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعأً‏

وفي خطاب مباشر للفريق العربي المتمسك بالاتفاقيات المبرمة مع الأمريكيين والصهاينة ضد مصالح شعبه وأهله تقول الآيات: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً؟‏

وفي توجيه صارم للفريق العربي الملتزم بالبرنامج الأمريكي تقول الآيات: إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين.‏

مات حمزة وعاش ابن سلول، مات مصعب وعاش معتب، مات يحيى وعاش هيرودس، واستشهد ياسر وسمية وعاش أبو جهل وأم أنمار، ولكن أين مكان كل منهم في ضمير التاريخ؟‏

وهل يتمنى الشهداء مكان قاتليهم لينعموا بشهور إضافية من الحياة؟‏

وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبــــاناً‏

قد يكون لديك ألف شك في البعث بعد الموت، والمشكلة ان من ذهبوا لا يرجعون إلينا ليخبرونا عما شاهدوه في عالم الدينونة الأبدي، ولكن مشهد صفحة التاريخ بالغ التأثير والعبرة، وحين يقول التاريخ كلمته:‏

وكم مصانعة الأعداء تخدعهم وكم يقولون بعد العمر وا أسفا‏

سيعلمون وبعض العلم كارثة إذا تمرد وجه الدهر واتنصفا‏

وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون!!‏



السبت، 3 يناير 2009




الله اكبر... والعزة لله


استيقظى يا أمة الاسلام


ان تنصروا الله ينصركم


والله ان النصر والتمكين قادم باذن الله


توجهوا بالدعاء لاخوانكم المجاهدين فى غزة


اللهم انصرهم وايدهم ومدهم بمدد من عندك وقوة من قوتك وثبت اقدامهم وسدد رميهم واخذل عدوهم .


اللهم آمين

من سيد قطب إلى أبطال "غزة" الصامدين

سيد قطب

 

وبعد تلك السنين التي وسدت فيها في قبري حركني زيارة العديد من إخواني الشهداء القادمين من أرض الرباط والعزة "غزة" فأحببت أن أرسل من مرقدي رسالة لمن بقي منهم عسى أن ينطبق عليهم قول الحق جل شأنه : ﴿﴿ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ﴾﴾ [الأحزاب:23]

 

أكتب لكم ـ يا أهل "غزة" ـ هذه الرسالة بدمي الذي ما زال يتضرج ويفوح .... أكتبها بدمي لعله أن يكون مشعلا لكم في "غزة" كما كان مشعلا للعديدين منذ أن تقدمتُ رابط الجأش رافع الرأس لمنصة الظلم والكفر والإلحاد فقتلتُ من أجل "لا إله إلا الله". إن الثبات على المبادئ والقيم يعني سفك الدماء الطاهرة من جهة ، وهو أول علامات النصر من جهة أخرى ...  إن وعد الله قاطع جازم : { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا . . } . . بينما يشاهد الناس أن الرسل منهم من يقتل ومنهم من يهاجر من أرضه وقومه مكذباً مطروداً ، وأن المؤمنين فيهم من يسام العذاب ، وفيهم من يلقى في الأخدود ، وفيهم من يستشهد ، وفيهم من يعيش في كرب وشدة واضطهاد . . فأين وعد الله لهم بالنصر في الحياة الدنيا؟ ويدخل الشيطان إلى النفوس من هذا المدخل ، ويفعل بها الأفاعيل!
 
ولكن الناس يقيسون بظواهر الأمور . ويغفلون عن قيم كثيرة وحقائق كثيرة في التقدير.
 
إن الناس يقيسون بفترة قصيرة من الزمان ، وحيز محدود من المكان . وهي مقاييس بشرية صغيرة . فأما المقياس الشامل فيعرض القضية في الرقعة الفسيحة من الزمان والمكان ، ولا يضع الحدود بين عصر وعصر ولا بين مكان ومكان . ولو نظرنا إلى قضية الاعتقاد والإيمان في هذا المجال لرأيناها تنتصر من غير شك . وانتصار قضية الاعتقاد هو انتصار أصحابها . فليس لأصحاب هذه القضية وجود ذاتي خارج وجودها . وأول ما يطلبه منهم الإيمان أن يفنوا فيها ويختفوا هم ويبرزوها!
 
والناس كذلك يقصرون معنى النصر على صور معينة معهودة لهم ، قريبة الرؤية لأعينهم . ولكن صور النصر شتى. وقد يتلبس بعضها بصور الهزيمة عند النظرة القصيرة . .
 
إبراهيم عليه السلام وهو يلقى في النار فلا يرجع عن عقيدته ولا عن الدعوة إليها . . أكان في موقف نصر أم في موقف هزيمة؟ 
ما من شك في منطق العقيدة أنه كان في قمة النصر وهو يلقى في النار . كما أنه انتصر مرة أخرى وهو ينجو من النار . هذه صورة وتلك صورة . وهما في الظاهر بعيد من بعيد . فأما في الحقيقة فهما قريب من قريب! . .

والحسين رضوان الله عليه وهو يستشهد في تلك الصورة العظيمة من جانب ، المفجعة من جانب؟ أكانت هذه نصراً أم هزيمة؟ 
في الصورة الظاهرة وبالمقياس الصغير كانت هزيمة . فأما في الحقيقة الخالصة وبالمقياس الكبير فقد كانت نصراً . فما من شهيد في الأرض تهتز له الجوانح بالحب والعطف ، وتهفو له القلوب وتجيش بالغيرة والفداء كالحسين رضوان الله عليه . يستوي في هذا المتشيعون وغير المتشيعين . من المسلمين . وكثير من غير المسلمين!
 
وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته ودعوته ولو عاش ألف عام ، كما نصرها باستشهاده . وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة ، ويحفز الألوف إلى الأعمال الكبيرة ، بخطبة مثل خطبته الأخيرة التي يكتبها بدمه ، فتبقى حافزاً محركاً للأبناء والأحفاد . وربما كانت حافزاً محركاً لخطى التاريخ كله مدى أجيال . ..
 
ما النصر؟ ....  وما الهزيمة؟
 
إننا في حاجة إلى أن نراجع ما استقر في تقديرنا من الصور . ومن القيم . قبل أن نسأل : أين وعد الله لرسله وللمؤمنين بالنصر في الحياة الدنيا!
 
على أن هناك حالات كثيرة يتم فيها النصر في صورته الظاهرة القريبة . ذلك حين تتصل هذه الصورة الظاهرة القريبة بصورة باقية ثابتة . لقد انتصر محمد صلى الله عليه وسلم في حياته . لأن هذا النصر يرتبط بمعنى إقامة هذه العقيدة بحقيقتها الكاملة في الأرض . فهذه العقيدة لا يتم تمامها إلا بأن تهيمن على حياة الجماعة البشرية وتصرفها جميعاً . من القلب المفرد إلى الدولة الحاكمة . فشاء الله أن ينتصر صاحب هذه العقيدة في حياته ، ليحقق هذه العقيدة في صورتها الكاملة ، ويترك هذه الحقيقة مقررة في واقعة تاريخية محددة مشهودة . ومن ثم اتصلت صورة النصر القريبة بصورة أخرى بعيدة ، واتحدت الصورة الظاهرة مع الصورة الحقيقية . وفق تقدير الله وترتيبه.

وهنالك اعتبار آخر تحسن مراعاته كذلك . إن وعد الله قائم لرسله وللذين آمنوا . ولا بد أن توجد حقيقة الإيمان في القلوب التي ينطبق هذا الوعد عليها . وحقيقة الإيمان كثيراً ما يتجوز الناس فيها . وهي لا توجد إلا حين يخلو القلب من الشرك في كل صوره وأشكاله . وإن هنالك لأشكالاً من الشرك خفية؛ لا يخلص منها القلب إلا حين يتجه لله وحده ، ويتوكل عليه وحده ، ويطمئن إلى قضاء الله فيه ، وقدره عليه ، ويحس أن الله وحده هو الذي يصرفه فلا خيرة له إلا ما اختار الله. ويتلقى هذا بالطمأنينة والثقة والرضى والقبول.
 
وحين يصل إلى هذه الدرجة فلن يقدم بين يدي الله ولن يقترح عليه صورة معينة من صور النصر أو صور الخير .فسيكل هذا كله لله. ويلتزم ويتلقى كل ما يصيبه على أنه خير .. وذلك من معاني النصر .. النصر على الذات والشهوات .. وهو النصر الذي لا يتم نصر خارجي بدونه بحال من الأحوال.


﴿﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ﴾﴾ [غافر:51]

أقول هذا لمن يفهم حقا معاني النصر الحقيقية ، أما من في قلبه شيء من الريب والشك ، ويسأل عن أسباب تأخر النصر عن الجماعة المؤمنة فأذكر له بعض أسباب تأخر النصر الظاهر القريب ...
 

قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ، ولم يتم بعد تمامها ، ولم تحشد بعد طاقاتها ، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات . فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً لعدم قدرتها على حمايته طويلاً!

و قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة ، وآخر ما تملكه من رصيد ، فلا تستبقي عزيزاً ولا غالياً ، لا تبذله هيناً رخيصاً في سبيل الله.

و قد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها ، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر . إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها إلى الله.

و قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ، وهي تعاني وتتألم وتبذل؛ ولا تجد لها سنداً إلا الله ، ولا متوجهاً إلا إليه وحده في الضراء . وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن به الله.. فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله.

و قد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله ولدعوته فهي تقاتل لمغنم تحققه ، أو تقاتل حمية لذاتها ، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها .. والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله ، بريئاً من المشاعر الأخرى التي تلابسه.
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى . فأيها في سبيل الله . فقال : « من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ».

قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير ، يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصاً ، ويذهب وحده هالكاً ، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار!

و قد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماماً . فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين فيه ، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله؛ فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة . فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عارياً للناس ، ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية!

و قد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعدُ لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة . فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار . فيظل الصراع قائماً حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر ، ولاستبقائه!

من أجل هذا كله ، ومن أجل غيره مما يعلمه الله ، قد يبطئ النصر ، فتتضاعف التضحيات ، وتتضاعف الآلام . مع دفاع الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية.

يا أهل الجهاد والرباط في "غزة" الأبية إنكم بايعتم الله على الثبات على الدعوة والجهاد وعدم التراجع فلا تيأسوا من روح الله ، وإن اليأس من النصر قد صيب حتى أولي العزائم الكبيرة والهمم السامقة ، فقد بلغ اليأس قلوب أعظم الدعاة والمجاهدين ألا وهم بعض الأنبياء عليهم صلوات ربي وسلامه { حتى إذا استيأس الرسل ، وظنوا أنهم قد كذبوا ، جاءهم نصرنا ، فنجي من نشاء ، ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين } . .

إنها صورة رهيبة ، ترسم مبلغ الشدة والكرب والضيق في حياة الرسل ، وهم يواجهون الكفر والعمى والإصرار والجحود . وتمر الأيام وهم يجاهدون ولكن يـتأخر النصر عنهم ، وتكر الأعوام والباطل في قوته ، وكثرة أهله ، والمؤمنون في عدتهم القليلة وقوتهم الضئيلة.

إنها ساعات حرجة ، والباطل ينتفش ويطغى ويبطش ويغدر . والرسل ينتظرون الوعد فلا يتحقق لهم في هذه الأرض . فتهجس في خواطرهم الهواجس . . تراهم كُذِبوا؟ ترى نفوسهم كذبتهم في رجاء النصر في هذه الحياة الدنيا؟

وما يقف الرسول هذا الموقف إلا وقد بلغ الكرب والحرج والضيق فوق ما يطيقه بشر . وما قرأت هذه الآية والآية الأخرى : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه : متى نصر الله . . . ؟ } ما قرأت هذه الآية أو تلك إلا وشعرت بقشعريرة من تصور الهول الذي يبلغ بالرسول هذا المبلغ ، ومن تصور الهول الكامن في هذه الهواجس ، والكرب المزلزل الذي يرج نفس الرسول هذه الرجة ، وحالته النفسية في مثل هذه اللحظات، وما يحس به من ألم لا يطاق.

في هذه اللحظة التي يستحكم فيها الكرب ، ويأخذ فيها الضيق بمخانق الرسل ، ولا تبقى ذرة من الطاقة المدخرة . . في هذه اللحظة يجيء النصر كاملاً حاسماً فاصلاً:

{ جاءهم نصرنا ، فنجي من نشاء ، ولا يردُّ بأسنا عن القوم المجرمين } . .

تلك سنة الله في الدعوات . لا بد من الشدائد ، ولا بد من الكروب ، حتى لا تبقى بقية من جهد ولا بقية من طاقة . ثم يجيء النصر بعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس . يجيء النصر من عند الله ، فينجو الذين يستحقون النجاة ، ينجون من الهلاك الذي يأخذ المكذبين ، وينجون من البطش والعسف الذي يسلطه عليهم المتجبرون . ويحل بأس الله بالمجرمين ، مدمراً ماحقاً لا يقفون له ، ولا يصده عنهم ولي ولا نصير.

ذلك كي لا يكون النصر رخيصاً فتكون الدعوات هزلاً . فلو كان النصر رخيصاً لقام في كل يوم دعيٌّ بدعوة لا تكلفه شيئاً . أو تكلفه القليل . ودعوات الحق لا يجوز أن تكون عبثاً ولا لعباً . فإنما هي قواعد للحياة البشرية ومناهج ، ينبغي صيانتها وحراستها من الأدعياء.

والأدعياء لا يحتملون تكاليف الدعوة ، لذلك يشفقون أن يدَّعوها ، فإذا ادَّعوها عجزوا عن حملها وطرحوها ، وتبين الحق من الباطل على محك الشدائد التي لا يصمد لها إلا الواثقون الصادقون؛ الذين لا يتخلون عن دعوة الله ، ولو ظنوا أن النصر لا يجيئهم في هذه الحياة!

إن الدعوة إلى الله ليست تجارة قصيرة الأجل؛ إما أن تربح ربحاً معيناً محدداً في هذه الأرض ، وإما أن يتخلى عنها أصحابها إلى تجارة أخرى أقرب ربحاً وأيسر حصيلة! والذي ينهض بالدعوة إلى الله في المجتمعات الجاهلية يجب أن يوطن نفسه على أنه لا يقوم برحلة مريحة ، ولا يقوم بتجارة مادية قريبة الأجل! إنما ينبغي له أن يستيقن أنه يواجه طواغيت يملكون القوة والمال ويملكون استخفاف الجماهير حتى ترى الأسود أبيض والأبيض أسود! ويملكون تأليب هذه الجماهير ذاتها على أصحاب الدعوة إلى الله ، باستثارة شهواتها وتهديدها بأن أصحاب الدعوة إلى الله يريدون حرمانها من هذه الشهوات! . . ويجب أن يستيقنوا أن الدعوة إلى الله كثيرة التكاليف ، وأن الانضمام إليها في وجه المقاومة الجاهلية كثيرة التكاليف أيضاً . وأنه من ثم لا تنضم إليها في أول الأمر الجماهير المستضعفة ، إنما تنضم إليها الصفوة المختارة في الجيل كله ، التي تؤثر حقيقة هذا الدين على الراحة والسلامة ، وعلى كل متاع هذه الحياة الدنيا . وأن عدد هذه الصفوة يكون دائماً قليلاً جداً . ولكن الله يفتح بينهم وبين قومهم بالحق ، بعد جهاد يطول أو يقصر . وعندئذ فقط تدخل الجماهير في دين الله أفواجاً.

أخيرا هذه كلمتي الأخيرة إلى أهلي في "غزة" العز والنصر والإباء
اعلموا أن عوامل النصر الحقيقية : الثبات عند لقاء العدو . والاتصال بالله بالذكر . والطاعة لله والرسول . وتجنب النزاع والشقاق . والصبر على تكاليف المعركة . والحذر من البطر والرئاء والبغي. .

فأما الثبات فهو بدء الطريق إلى النصر . فأثبت الفريقين أغلبهما . وما يُدري الذين آمنوا أن عدوهم يعاني أشد مما يعانون؛ وأنه يألم كما يألمون ، ولكنه لا يرجو من الله ما يرجون؛ فلا مدد له من رجاء في الله يثبت أقدامه وقلبه! وأنهم لو ثبتوا لحظة أخرى فسينخذل عدوهم وينهار؛ وما الذي يزلزل أقدام الذين آمنوا وهم واثقون من إحدى الحسنيين : الشهادة أو النصر؟ بينما عدوهم لا يريد إلا الحياة الدنيا؛ وهو حريص على هذه الحياة التي لا أمل له وراءها ولا حياة له بعدها ، ولا حياة له سواها؟!

وأما ذكر الله كثيراً عند لقاء الأعداء فهو التوجيه الدائم للمؤمن؛ كما أنه التعليم المطرد الذي استقر في قلوب العصبة المؤمنة ، وحكاه عنها القرآن الكريم في تاريخ الأمة المسلمة في موكب الإيمان التاريخي.

الجمعة، 2 يناير 2009


إبراهيم عيسى يكتب :
خيار الجاهلية



هيه كده إما أن نكون دولة كبيرة نتصرف بما يمليه علينا المكان والمكانة، الجغرافيا والتاريخ، وإما أن نصغر ونتعامل باعتبارنا دولة محدودة الإمكانات وفارغة الهمة وملهاش دعوة!!سهلة قوي تقول لي ياسلام نعمل فيها دولة كبيرة ونفتح صدرنا وبعدين ناخد علي دماغنا، كفاية ما ضحت به مصر من أجل العرب وفلسطين، فالعرب يريدون الحرب حتي آخر جندي مصري!طبعا أنت معذور في تكرار هذا الكلام الفارغ فأنت تسمعه منذ نعومة أظافرك ومن كثرة ما تردد أمامك تصورت أنه حقيقي والحاصل أنه:1- مصر حاربت ضد إسرائيل منذ 1948وحتي 1973، أي خمسة وعشرون عامًا فقط بينما حالة اللاحرب ثم السلام مستمرة منذ 35عاما، فالمؤكد أننا لم نطلق رصاصة واحدة من أجل فلسطين أكثر من ثلث قرن، بل وعلي مدي أكثر من نصف عمر الكيان الإسرائيلي!!2- إننا حاربنا إسرائيل ليس من أجل عيون فلسطين بل من أجل مصر، فإسرائيل تهديد لمصر وحرب عليها وعدوان ضدها، وإسرائيل هي التي اعتدت علي مصر في 1956واحتلت سيناء ثم انسحبت ثم اعتدت علي مصر في 1967 واحتلت سيناء ولم نكن قد أطلقنا رصاصة عليها، والحرب الوحيدة التي خاضتها مصر كطرف أول وبادئ هي التي انتصرت فيها وهي حرب أكتوبر 73، وأرجو ألا ننسي أننا كأكبر جيش في الوطن العربي خسرنا نصف فلسطين في 48 وخسرنا نصفها الثاني في 67، يعني نحن الذين أضعنا فلسطين وليست فلسطين التي أضاعت نفسها، فلم يكن فيها جيش ولا دولة بل كانت محتلة من الإنجليز في 48، ثم مصر والأردن كانتا تسيطران علي غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في 67 .
3- أنه في أي بلد في الدنيا حدوده هي أمنه القومي وأي خطر علي الحدود هو بمثابة التهديد الجاثم علي حاضره ومستقبله والتي تملك مفاعلاً نوويًا علي حدودنا هي إسرائيل والتي تضع خريطتها حتي الآن علي حوائط الكنيست من النيل للفرات هي إسرائيل، ومن أعجب الأمور أننا نسالمها ونسلم عليها وخريطتها تضع مصر ضمن حدود إسرائيل الكبري بينما نغضب من اسم قاتل السادات علي شارع في طهران فنقطع علاقتنا بها منذ 28عامًا!! ثم إن أي اضطراب أمني أو قلاقل عسكرية بالقرب من حدود مصر هي خطر ماثل وداهم عليها (الحرب في دارفور وجنوب السودان بل القرصنة في الصومال وما يحدث في غزة كلها شأن مصري صميم وليس موضوعًا خارجًا عن اهتمامنا أو لا يشغل بالنا)4- قطع لسان اللي عايز مصر تحارب، تحارب إيه وإزاي، مصر المريضة بفيروس سي والسرطان ومياه الشرب الملوثة والـ 18% بطالة، ومصر التي تقف في طوابير العيش من أجل رغيف مدعم والـ 22 في المائة من عائلاتها تصرف عليها نساء (المرأة المعيلة)، ومصر التي تقف في اليوم مائة وقفة احتجاجية من أجل كادر المعلمين وكادر الأطباء وفلوس التأمينات والمعاشات، وعلاوة الـ 30% ومنحة عيد العمال ومصر المدينة بالمليارات من الدولارات، ومصر التي لا تزرع قمحها ولا تملك في مخازنها قمحًا يكفيها ستة أشهر، ومصر التي يهاجر أبناؤها ويموتون غرقًا من أجل فرصة عمل في أوروبا، ومصر التي تبيع كليتها لتعيش، ومصر التي تسرق الكلي لتبيعها للأمراء العرب، ومصر التي يموت 63 ألف مواطن فيها سنويا في حوادث الطرق، مصر ليست في حاجة لأن تحارب كي تضحي فهي تضحي بنفسها في حرب رغيف العيش والرزق تحت القيادة الحكيمة للرئيس مبارك ونجله وحزبه، ومن ثم لاحرب نريدها ولا نقدر عليها إلا إذا كتبها الله علينا والحمدلله لأن رحمة الله رحمتنا فلم نرفع سلاحًا في حرب علي مدي الـ35عامًا الماضية اللهم إلا دخولنا في حرب تحرير الكويت التي لا نعرف لماذا كانت هي الحرب الوحيدة التي لم يرفضها واستعد لها نظامنا المصري ودخلها متأهبا متأهلا ولا سمعنا يومها أي فسل من هؤلاء الذين يخرجون الآن من تحت الكراسي يحذرنا من أن العرب يريدون الحرب حتي آخر جندي مصري؟، هل لأنها كانت حربًا تحت القيادة الأمريكية؟.. ربما لأنها كانت ضد جيش عربي؟.. ربما، فمن المستبعد أن يكون سبب حماس النظام لها هو السعي لتحرير الكويت، فتحرير فلسطين لا يشمل هذا الحماس المصري (حماس إنت بتقول حماس يا خاين ياعميل يا عدو إسرائيل!!).فليخرج إذن من رؤوسنا حالا هذا الوسواس الخناس الذي يزن ويطن ويسعي إلي حشوه في أذهاننا الإخوة الذين يعلموننا أن الوطنية الجديدة هي مسالمة إسرائيل ومعاداة إيران وهي التواطؤ علي ضرب حزب الله في 2006 وعلي حماس في 2008وعلي أي كيان أو جماعة أو دولة تعادي إسرائيل ولا تمسك بيد وزير خارجيتها مسكة ضامة وحانية!لا أحد علي وجه الأرض يطالب مصر بأن تحارب إسرائيل لا نيابة عن الفلسطينيين ولا نيابة عن نفسها حتي، ونتحدي كائنا من كان أن يأتي بكلمة قالها عابر سبيل يطالب مصر بأن تحارب!هل معني ذلك أننا لم ندافع عن فلسطين ونقاتل من أجل شعبها؟، طبعا دافعنا وحاربنا من أجلها ومن أجلنا قبلها ومن ثم فلا توجد أي أمارات للقنعرة والاستعلاء علي الشعب الفلسطيني، لأننا حاربنا لأجله فهذا محض افتراء لا يليق بالدول الكبيرة.آه رجعنا للدول الكبيرة والكلام الكبير !!يا سيدي ولا كبير ولا حاجة، نصغره، لو مضايقة حكومة مصر حكاية إننا دولة كبيرة، بلاها خالص، بس نقول ونعترف إننا دولة علي قدها وخلونا في حالنا ومحدش ييجي جنبنا ولا يطالبنا بأي حاجة، فقط لاداعي لخوتة دماغنا كل شويه بمصر الرائدة وزعيمة المنطقة والدولة الإقليمية الكبري وكل هذا اللغو، فلايمكن أن نقول عن أنفسنا هذه الأوصاف الجامدة وساعة الجد يبقي الجري نصف المجدعة وتقول لي:عليك واحد!!طيب كيف نتصرف كدولة كبيرة.. نحارب إسرائيل كي ترتاح؟!يا سيدي ماقلنا انس حكاية الحرب دي، لا أحد يطالب أي أحد بالحرب علي إسرائيل لكننا نخشي الحرب مع إسرائيل!! ولهذا يجب أن نتصرف مثل الدولة الكبيرة التي تحترم القانون الدولي والقيم الأخلاقية والمسئولية القومية!مصر هكذا لا ينفع أن تقول عن نفسها أم الدنيا ثم تخلع من عيالها «أولاد الدنيا!»فلكل الأمور تفاصيل يمكن مناقشتها لكن بعدما نتفق علي اختيارنا أن نكون دولة كبيرة أم دولة صغيرة منعزلة!دعني أقول لك إننا دولة بالمعايير الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية صغيرة ولا نشكل شيئًا في الموازين الدولية من حيث قوتنا الاقتصادية والعلمية وإحنا علي قدنا جدا في كل هذه المجالات، لكننا بالتاريخ والبشر والدور القومي العروبي والمكانة الثقافية والفنية كبار فعلا، هذه هي المشكلة أننا كبار رغمًا عنا وحتي إن رفضنا، ومع ذلك فمن حق هذا الوطن أن يقف مع نفسه ويفكر ثم يفكر ويفكر ويقرر أننا لن نتصرف كالكبار لكن الشرط هنا يبقي شرطين:الأول: أن نتوافق جميعًا علي هذا الموقف ومن ثم لابد أن يكون قرارًا ديمقراطيًا عبر تمثيل حقيقي للشعب، إنما شغل التلت ورقات بتاع تزوير الانتخابات والحكومة تتصرف فينا علي كيف كيفها وكأنها فعلاً حكومتنا وكأن مجلس الشعب مجلسنا فهذا محض عبث، فلا يحق للحُكم الذي يزور الانتخابات أن يدعي شرعية تمثيل الشعب واتخاذ قرارات نيابة عنه!ثانيا: أن نكف كلنا عن الغناء والتغني بأننا دولة كبيرة!!الدول الكبيرة المحترمة التي تتصرف وفق ما تمليه عليها إنسانيتها وأخلاقها ودينها بل والقانون الدولي لا تفعل واحدا علي مائة مما فعلته مصر ونظام حكمها مع الشعب الفلسطيني في غزة، حيث اعتبر مثلا ريتشارد فولك ـ المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ـ الغارات الإسرائيلية علي قطاع غزة وما نتج عنها من خسائر بشرية مأساوية تمثل تحديًا للبلدان «المتواطئة» بصورة مباشرة أو غير مباشرة في انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي. وقال فولك إن التواطؤ يشمل «تلك البلدان التي تقوم عن علم بتوفير المعدات العسكرية بما فيها الطائرات الحربية والصواريخ المستخدمة في هذه الهجمات غير القانونية، فضلا عن تلك البلدان التي دعمت وشاركت في الحصار المفروض علي غزة». هذا بيان من مسئول أمم متحدة لا من قيادة من حماس ولا من حزب الله ولا من الإخوان المسلمين ولا من إخوان الصفا.. هذا بيان من طرف دولي يصفنا هكذا بالتواطؤ!نعم مصر الرسمية متواطئة مع إسرائيل وإلا قل لي:1- من يحاصر غزة ويمنع فتح المعابر تحت حجج تافهة بالمعيار القانوني وليس بالمعيار السياسي، فالقانون الدولي يجبر ويلزم المصريين بفتح المعابر.2- من يصدر الغاز والبترول لإسرائيل كي تزود طائراتها ودباباتها بالوقود الكافي لإطلاق الصواريخ والقذائف علي غزة (بالمناسبة استخدام هذا الوقود في تلك الهجمات يجبر مصر طبقًا للقانون الدولي علي وقف التصدير لإسرائيل ثم مصر التي تلوم أمريكا علي استخدام الطائرات المصنعة أمريكيا في ضرب غزة عليها أن تحاسب نفسها علي استخدام غازها وبترولها في ضرب غزة).3- مَنْ الذي يقول إنه وسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، منْ الذي يزعم أنه محايد بين إسرائيل وفلسطين، أليست مصر الرسمية التي تساوي بين القاتل والقتيل، بين الجاني والضحية، بين المحتل الغاصب والواقع تحت الاحتلال، بين الحق والباطل؟!4- من الذي يستقبل وزيرة خارجية تل أبيب متبسمًا ومُقبًلا وساكتًا صامتًا وهي تهدد بضرب وحرق غزة؟ من الذي يصف القادة الصهاينة بأنهم أصدقاؤه؟!!مصر الرسمية في موقف مخز لو حاسبناها كدولة كبيرة، إنما لو أرادت أن تكون دولة صغيرة فالله يكون في عونها وربنا يتولاها برحمته!أما الشعب المصري الذي يخرج بالآلاف للتضامن مع شعب غزة فهو يسجل براءته من دم شهداء غزة ومن تواطؤ حكومته الرسمية المعيب والمعيبة، لكن الحقيقة أننا نسمع من بعضنا الطيب كلامًا ليس طيبًا من باب إحنا مالنا أو يغور الفلسطينيون أو اللي يحتاجه البيت يحرم علي الجامع فالمؤكد أن:- غزة بيتنا وليس جامعًا.- لو تصرف الأنصار في يثرب تصرف بعض المتدينين الجدد في مصر من بتوع الاكتفاء بالحجاب دينا وباللحية إسلاما لانهارت دولة الإسلام بل الإسلام نفسه، فقد كان الأنصاري يقسم بيته وماله وأرضه مع المهاجر اللاجئ، ولم يقل له إن ما يحتاجه البيت يحرم علي الجامع أو أنا مالي، ولو ذهب المهاجرون اللاجئون إلي النجاشي ـ ملك الحبشة ـ يطلبون السند والمساندة فقال لهم ما يقول بعض المصريين عن شعب غزة في برامج تليفزيونات مصر المسائية لانتهت هجرة المسلمين للحبشة بمأساة.- أعرف أن أخلاقيات كثير من المصريين قد تغيرت بل واختلت، فصرنا نراهم ينبذون اللاجئين السودانيين والعراقيين بل والكوايتة حين كانوا لاجئين في مصر فترة الغزو والاحتلال العراقي المشئوم، ولكل موقف حجته عند بعضنا، ولكل نقمة مبرر عند بعضنا الآخر،وكلها حجج ومبررات تكشف عن نفس مصرية بدأ ينخر فيها سوس الأنانية وغياب غوث اللاجئ ونصرة المظلوم وإعانة المحتاج، ولا عجب أن اختفت قيم نبيلة من التضامن والتكافل بين المصريين أنفسهم بينهم وبين بعض، وصارت العدوانية وبات العنف بيننا مشهدًا يوميًا متكررًا وكارثيًا، لكن الحمد لله أن كل هذا أورام حميدة لم تتحول إلي ورم خبيث يقتل ويدمر!-لا يمكن للمساجد التي تمتلئ بالمصلين في تراويح رمضان ولا لملايين المحجبات ولا لمئات الألوف من الملتحين ولا للملايين ممن يصلون الظهر في الشغل وردهات المصالح الحكومية والخاصة أن ينسوا تعاليم دينهم في نصرة المسلم، وإلا لتأكد تخوفنا من أن هذا كله تدين شكلي لا يصل لجوهر الإيمان فالله ليس في حاجة إلي صلاتك وزكاتك وتمتماتك علي السبحة لو تخليت عن أخيك بل ولو تخليت عن إغاثة الكافر المشرك وليس المؤمن المسلم والمسيحي فقط، حيث يقول الله عز وجل في سورة التوبة آية 6 (وإن أحُدُ مِنَ الُمشِركِينَ استَجاَركَ فأجرهُ حتَّي يَسمَعَ كَلاَمَ الَّلهِ ثُمَّ أبلغهُ مأمَنهُ ذَلكَ بأنَّهْم قومُُ لا يَعلمُونَ ) هذا عن الكافر، فما بالك بالمسلم الجار الجنب الذي يعاني الحصار والجوع، ألا نكون مثل كفار الجاهلية حين توجعت قلوب كثير منهم من جراء حصار المشركين للنبي «صلي الله عليه وآله وسلم» وأبناء عشيرته وأهل بيته في شعب
أبي طالب فكسر كفار مكة الحصار عن محمد وأهله، فإذا لم نكن مسلمين فلنكن مثل خيار الجاهلية علي الأقل.

الخميس، 1 يناير 2009

جمهورية بطيخستان
(بمناسبة التواطؤ على غزة)
هذا هو نص التعديل الدستوري الجديد لجمهورية بطيخستان********
المادة 1 بطيخستان جمهورية استحمارية بطيخية ذات سيادة، هدفها الاساسي تحقيق الدولة البطيخية المثالية، واقامة النظام الاستحماري
المادة ,2الحمار مصدر السلطة وشرعيتها
المادة 3الاستعباط و المهلبية و الكوسة هي مباديئ دستور البلاد الرسمي
المادة 4 يستبدل علم الدولة بالبردعة التقليدية ويكون اللجام هو ختم الدولة الرسمي
المادة 5 الهرم الاستحماري نواة استقرار********
المادة 6 النهيق هو السلام الوطني الرسمي
المادة 7شعار الدولة الرسمي: استعبط الصغير وسيب الكبير يستعبطك
8يتكون الشعب الاستحماري من طائفتين رئيسيتين المستحمرين بالسكون اسم فاعل وهم من يقومون بواجب سرقة و استحمار و استغلال موارد البلاد.. والمستحمرين بالفتح مفعول به وعليهم واجب تسهيل عمل الفرقة الاول
9على كل مواطن استحماري جدير بشرف المواطنة ان يحدد لاي الطائفتين ينتمي ومن يرفض يعتبر جاسوسا للانظمة الفاشية الديمقراطيية وغير جدير بشرف المواطنة الاستحمارية العظمى.. ويتم اعدامه فورا بحقنة برسيم سامة
المادة 10تنحصر واجبات مستحمري الدولة من الفرقة الثانية في الحفاظ على التراث الاستحماري وتنفيذ القوانين والمحافظة على القيم الاستحمارية الاصيلة مثل الغباء و التبلد والكسل والاهمال في العمل.. مع تسهيل عمل مواطني الطائفة الاولى.. وفي المقابل سيتم صرف حصصهم الرسمية من البرسيم و التبن********
المادة 11التضامن الاجتماعي هو الاساس الاول للمجتمع. ومضمونه ان يؤدي كل مواطن واجبه كاملا تجاه المجتمع يسلطح قفاه.. وان يكفل المجتمع للمواطن كامل حقوقه وحرياته.. الحق في الامتهان , الحق في الاستغفال, الحق في الاكل والماء الملوث.. والحق في الموت فطيسالمادة
12تتولى الدولة تخطيط وتوجيه وقيادة الاقتصاد الوطني بهدف:أ - اقامة النظام الاستحماري على اسس استعباطية علمية وثوريةب - تحقيق الوحدة الاقتصادية الاستحمارية.. الكل للفرد والفرد فوق الكلج - تطبيق النظام البيروقراطي الاستحماري الحديثالمادة
13الثروات الطبيعية ووسائل الانتاج الاساسية ملك الشعب بشرط ان تستثمرها السلطة الاستحمارية استثمارا مباشرا وفقا لمقتضيات البلاد ثم توزع المتاح المتبقي على الشعب..ان بقي شيءالمادة
14تكفل الدولة وتشجع وتدعم جميع اشكال التعاون في الانتاج والتوزيع والاستهلاك للثروات.. الرشوة, الاختلاس, تفتيح المخ , القروض المنهوبةوتكافح رموز التضليل من دعاة الاقتصاد الهادف ومدعيي المشروعات البناءة او تتأكد من سلامة نواياهم بالاطر القانونية.. ضرائب قوانين استثمارالمادة
15أ – المواطنون من الفئة الثانية سواسية امام القانون، دون تفريق بسبب الجنس او العرق او اللغة او المنشأ الاجتماعي او الدينب - المواطنون من الفئة الاولى..بموجب مسؤلياتهم وواجباتهم ككل.. اعلى من الفئة الثانية في الحقوق وفيما بينهم مستويات بحسب مبدء الاستحوات.. الحوت الكبير يأكل الصغير وهكذا حتى قمة الهرم الاستحماري********
المادة 16كرامة الانسان تحت الجزمة ولا حرمة لاي شيءحق السرقة والاختلاس مقدس ويقتصر علي الحيتان ومن تعطل هذا الحق باستجوابات او تحقيقات فيعاقب بالعقوبة المناسبة. اما ما عدا ذلك من حاجات تافهة خصوصا اللي ما بيقسمش يتمسك يتسحل يتفضح ويترمي في السجنحق التحرش الجنسي مقدس وعلى الشرطة تسهيل هذا الحق و حماية المتحرشين********
القسم الاستحماري الرسمي
اقسم... ان تكون مصالح الشعب و المواطن تحت الجزمه وان حافظ على سلامة النظام الاستحماري و ان اطبق الكوسة و المهلبيةأقسم... ان ارعي الشيطان في عملي وان اقتل ضميري وان تكون ذمتي استك أقسم... ان احافظ على الهرم الاستحماري وان العب بالبيضة و الحجر.. و ان ابيع كل كل شيء واي شيء للّي يدفع أكتر أقسم... ان اطبق الاستغفال للاصغر مني وأن اخضع تماما و اسلطح قفايا للاكبر مني في الهرم الاستحماريأقسم... أن لا أحافظ على الحريات.. و املأ السجون والمعتقلات.. بالشباب و الشابات.. فوق السن و تحت السن و حتى المعاشات.. ولن يخرجوا منها ابدا ما دمت حيا أقسم... ان اساعد في تخفيف الام ومشاكل الشعب ,وتفعيل حل جذري واخير بالقضاء على الشعب نفسه في البحر بالسفن المضروبة والجو والبر.. جوه البلد وبره.. بالمبيدات المسرطنة.. والمياه الملوثة.. و انفلونزا الطيورأقسم... أن ادعم الثقافه الاستحمارية.. بقنوات الكليبات الهادفة.. وافلام العرّي و التنطيط.. والشباب الروش و ستار اكاديمي وماتشات الكورة.. ووووو ……… ,وان احميهم من الافكار الهدامة كالتدين و الديمقراطية واحافظ عليهم من الغزو الثقافي و ضلالات امثال عمرو خالد والقرضاوي والشيطان علي ما اقول شهيد
منقول
TvQuran

الوقت من ذهب فلا تضيعة فيما لا يفيد

شرح مبسط جدا لبعض الظاهر الفيزيائية